من انا؟
من انا؟ مقال فريد من مدونة استمتع و استنفع لعشاق الصراحة و الوضوح. للأشخاص الذين يحبين عيش الحياة بسلام و بدون تزوير او نفاق. مهم جدا ان لا تكذب على الغير, لكن الأهم هو ان لا تكذب على نفسك. ومن اجل تحقيق هذا الأخير, يتحتم عليك معرفة من تكون وماذا تريد من هذه الحياة. من انا؟ هو سؤال يجب ان يطرحه الجميع على انفسهم. من العار ان يتكرر طرح هذا السؤال على الغير, بحجة انه يجب معرفة حقيقة الأشخاص المحيطين بنا, دون ان نطرحه على انفسنا و لو لمرة واحدة في حياتنا.
لنستمتع و نستنفع بكلام عن الانا و ليس الانانية. لنتعرف على انفسنا و نتعرف على ما نحب و ماذا نريد من الحياة.
![]() |
هل انا شخص متغير او ثابت
دعني اصارحك بسر, السر الذي ان استوعبته و تمكنت من فهم باطنه قبل ظاهره, سوف تتفادى جميع المشاكل العاطفية و الشخصية مع كل البشر و اولهم انت نفسك. ان البشر متغيرون ولا يوجد شخص غير قابل للتغيير, حتى و ان كان شخص ذو مبادئ متينة. لان حتى المبادئ التي يعتقد لنا انها ثابتته, يمكننا ان نغيرها بإرادتنا او بسبب ظروف تتنافى مع تلك التي أنشئت فيها مبادئنا القديمة.
كلامي هذا لا يعني انه لا يوجد يابسة على الاطلاق. لا بل العكس, هناك يابسة و ارض صلبة يمكن الاستناد عليها. لكن لا يمكننا المراهنة على ثبات نسبة المياه المحيطة بها, أي يمكن ان ترتفع نسبة المياه بشكل غير متوقع وتدفن تلك اليابسة في الأسفل. و بهذا يتغير الطابع الجغرافي لتلك الرقعة من ارض ثابتة الى بحر و مياه ممتدة من المحيط. فشئنا ام ابينا, التغيير هو جزء من حياتنا. سواء رضينا او لا, فان التغيير امر حتمي على الجميع.
دعك من الكناية او من ذلك المجاز التعبيري, و تحدث عن نفسك و اسقط مفهوم التغيير على ذاتك. هل تعتقد بان التغيير هو فعل سيء قائم على النفوس الشريرة فقط؟ و هل تعتقد بان التغيير لا يشملك انت او بمعنى اخر, انك الوحيد في العالم الذي اضطر على تغيير شخصيته, و هذا لا يسقط على الاخرين؟
قد يتغير الأشخاص الذين من حولنا بصفة دورية. كما يمكن لذلك التغيير ان يكون بصفة إيجابية او سلبية. تقبل الواقع و تقبل فكرة ان دوام الحال من المحال. عود نفسك على التأهب للتغيرات ومن جميع النواحي, خاصة من الناحية العاطفية و التي تعد السبب الرئيسي لعدم تقبلنا لفكرة التغيير.
تعرف على نفسك
من انا؟ اريد معرفة شخصيتي من الداخل. اريد معرفة كيف يراني اغلبية البشر. اكيد ان راي الغير ليس معيار لتلك الشخصية, لكن من المستحيل ان يتفق كل من تعاملوا معك على صفة معينة فيك و انت تنفي وجودها تماما. هل انا شخص ودود, رحيم, عقلاني و احب الخير للناس. او انني شخص حقود, غيور, لئيم و شرير منافق؟
دعنا نتفق على اننا نملك جميع الصفات في شخصيتنا حتى وان كانت صفات متناقضة. لكن الحكم على شخصيتنا, مبني على الصفة السائدة. بمعنى انني شخص رحيم اذا كنت ارحم كل من حولي, و تكاد لا تذكر المواقف التي مارست فيها عكس صفة الرحمة.
هل انا انسان قوي الشخصية, او كنت كذلك الى ان دق الحب باب قلبي؟ كنت مرح احب الحياة, كنت شخص نشط مليء بالحيوية. كنت غبر مبالي بالتفاهات ساع لتحقيق ذاتي و صعود القمة. اعرف اين انا و من انا و اين اريد الذهاب و كيف اصل الى تحقيق غايتي. اما الان, أصبحت شخص يسال نفسه من وراء مقال مكتوب في مدونته, اسال نفسي من انا ومن أكون. ماذا احب و ماذا اريد من الحياة.
انصحك بان لا تهمل السؤال عن نفسك من الحين الى الاخر. كي لا تقف ذات يوم و تتفاجأ بعدم معرفتك لنفسك او بمدى التغيير الذي طرا على شخصيتك عندما كنت تحاول إرضاء الغير و اهمال الذات.
تعليقات
إرسال تعليق