5 طرق لتربية الطفل تربية صحيحة
تربية الأطفال اصبح فعل صعب احترافه في الوقت الراهن. فبتطور العالم ووجود هذا الكم الهائل من التغيير, فقد تغيرت أساليب تربية الأطفال, حالها حال باقي ميادين الحياة. فهل التعامل مع شخص اعمى مثل التعامل مع شخص يبصر؟ بما ان الجواب هو لا! فكيف يمكن تربية طفل بمبادئ ما قبل التاريخ ونحن نعيش في الألفيات؟ هل يمكن لهذا الطفل ان يتواكب مع متطلبات عصره؟ وهل يمكن له ان ينجح في علاقاته المهنية او حتى علاقاته الاجتماعية؟ لست ابحث عن إجابات لأسئلتي, لكنني ارغب في اقناع كل قارئ حول مدى أهمية تغيير او تطوير مفاهيمنا حول تربية الأطفال.
مقال "5طرق لتربية الطفل تربية صحيحة" سيعالج حيرة الاولياء, فيما يخص السلوكيات السيئة لبعض الأطفال وفي بعض المراحل العمرية. لكن يشترط العمل بذكاء في مسألة التنسيق بين الخطوات الذكورة ادناه. عند تجاهل التركيز على تربية الطفل بشكل اصح في المراحل الأولى من عمره, فسوف يواجه الاولياء صعوبة كبيرة في تهذيبه لاحقا. هذا يعني ان أساس التربية السوية, هي البذرة السليمة.
اقرا ايضا5طرق لتربية الطفل تربية صحيحة
اقرا ايضالا تحزن
اقرا ايضاطرق الترفيه عن النفس
اقرا ايضاالربح من الانترنت في 4 مجالات
![]() |
طرق تربية الطفل تربية صحيحة |
1 - كن مثلا أعلى لهم
نسبة ذكاء الأطفال تضاعفت مقارنة بالأجيال السابقة. هذا راجع الى العديد من الأسباب, أولها التكنلوجيا و الكم الهائل من المعارف التي يكتسبونها من الانترنت في سن مبكر. فأحذر قول مالا تفعلون لأولادكم, اما سيستهزؤون بكم, او لن يأخذوا كلامكم على محمل الجد. اي ان أول وأهم خطوة في التربية السليمة للأطفال, هي تربية أنفسنا أولا. فاستعد أيها المربي بان تغير من طباعك, او بمعنى اصح, ان تصحح سلبياتك. يجب على كل مربي ان يتحلى بالخصال النبيلة. فمن الغير المعقول ان يقنع أب مدخن, أولاده بعدم التدخين.
كن واقعيا و تحمل مسؤولية افعالك. فان ارتكبت خطأ أمام طفلك, جهز نفسك لتحمل نتائج خطأين, أولهما هو الذي تسببت بفعله, اما الثاني هو نتيجة تقليد ابنك لك. ليكن في علمك أيها المربي, ان الأطفال يقلدون الأفعال السيئة بسرعة البرق. اما بالنسبة للخصال السامية, فمن اجل تقليد أطفالنا لنا نحتاج لمفاوضات والاستدلال بحجج وبراهين تدل على مدى أهمية و صحة ذلك الفعل. لا تعجب من هذا, و لا تهدر وقتك و جهدك في تفسير ما ذكر سابقا. فقط حاول التركيز على مصلحة اطفالك, وتعود على البحث عن الحلول وليس تضييع الوقت في التحدث عن الأسباب.
2 - لا للمقارنة
أحذر من ان تقارن ابنك مع أي شخص اخر, حتى وان كان اخوه. واحذر مرتين من ان تفصح بمقارنة ابنك مع طفل اخر أمامه. لان عواقبها وخيمة, وليس لها إيجابيات على الاطلاق.
التربية الحديثة تحذر من استخدام أسلوب المقارنة في تربية الأطفال. كما ان الدراسات قد اثبتت ان السبب الأول لعدائية الأطفال في السن المبكر هو مقارنة الأطفال بغيرهم بأسلوب هزلي, وكذلك عدم الاهتمام لمشاعرهم واهمالهم لوقت كبير. بالرغم من ان غاية الأولياء في مقارنة أولادهم بالغير, هو الاقتداء بالطفل الاخر. الا ان طريقة التفكير في السن المبكر تكون مغايرة تماما, مقارنتهم بغيرهم تشعرهم بعدم الجدوى من وجودهم و انهم غير محبوبين.
المحبة هي محور جميع متطلبات الطفل, فأحذر من الأفعال التي تشعر الطفل بانه غير محبوب. لكل شخص كيانه و شخصيته واكيد كل شخص لديه مجموعة من الإيجابيات و السلبيات. فلماذا ندمر ابناءنا بمقارنتهم بغيرهم؟ لما لا نفعل العكس. المدح هو الطريقة الفعالة في تحسين سلوك الأطفال. أي بدلا من مقارنة طريقة توضيب خزانة طفلنا بطفل اخر, لما لا نمدح طريقة ترتيبه لمكتبه على سبيل المثال ونساله بفعل نفس الشيء مع خزانته. ويفضل عدم استخدام أسلوب الامر في هذه الحالة, بل نترك له فرصة اختيار الوقت المناسب له.
3 - صاحب أطفالك
لتربية الطفل تربية سليمة, لا بد من الاعتماد على أسلوب المصاحبة, والا ستعاني من احد المشكلتين التاليتين.
المشكلة الأولى تتمثل في عناد الطفل وتمرده في المراحل المتقدمة من العمر. هذا نتيجة الدلال المفرط او اهمال مشاعر الطفل عند الصغر. ارجوكم, لا تمارسوا الافراط والتفريط مع ابناءكم. فلا تبالغوا في تلبيه جميع متطلبات اطفالكم, لانهم سرعان ما يعتادوا و يطلبوا المستحيل. وبرفضكم سيتمردون و يعاندون. ولا تهملوا ابنائكم خاصة في الأمور المتعلقة بمشاعرهم. لانهم عندما يتألمون فسوف يؤذون.
اما المشكلة الثانية هي اكتساب الطفل لشخصيتين مختلفتين او ما يسمى بالانفصام الشخصية في الحالات المتطورة من هذا النوع. فاذا كان يعنف الطفل او يعيش في بيئة صارمة تخلو من الليونة والتي تزعمون بانها السبيل الى التربية السليمة. سيغرس في داخله الخوف من كل شيء ومن قبل أي احد. وبالتالي فان الخوف بدوره سبب رئيسي للجوء الطفل الى الكذب, فيصبح الكذب عادة و فعل اختياري, أي يمكنه ان يكذب فقط من اجل ان يكوم مثالي امام والديه. وبالتالي خلق فرق شاسع بين الحقيقة و ما يقال. فيصبح للطفل شخصيتين, شخصيته الحقيقية برغباته و أحلامه وآرائه, لكنها غير مرئية للوالدين. وشخصية مزيفة او منسوخة ومخضعة لرغبات الوالدين حتى وان كانت عبارة عن كدبات يتلوها على مسامعهم خوفا منهم لا عليهم.
كن صديقا لابنك, رحيما, عطوفا و محبا له. وكذلك كن ناصحا له ليتخذك مرجعا يعتمد عليه في اتخاذ القرارات الصائبة التي تخص حياته بجميع جوانبها و مجالاتها. وبالتالي ستكتشف طريقة تفكيره, زمنه يمكنك معالجة نواقص شخصيته.
4 - علمهم الاعتماد على الذات
تعليم الأطفال الاعتماد على الذات, هي خطوة أولها صعب لكن اخرها راحة وهناء. فهذا هو طريق التربية السوية, الذي يكون بدايته شقاء ونهايته سعادة. فمن بين اهم إيجابيات تعويد الأطفال على الاعتماد على النفس منذ الصغر, هو تقوية شخصيتهم وتمكنهم من التفريق بين الصح و الخطأ. وبالتالي سيتوصلون الى اتخاذ القرارات الصائبة, و هو المطلوب.
اليك فيما يلي مجموعة من الأفعال و الأمثلة التي تساعد في تقوية حس المسؤولية عند أطفالنا.
- توكيلهم ببعض المهام المنزلية, مثل تنظيف غرفهم.
- تعويد الطفل منذ عمر السنتين, على ان يعتمد على نفسه في الاكل والشرب و تغيير ملابسه.
- تعويدهم على ارجاع الأدوات بعد استعمالها الى مكانها.
- تعويدهم على الاستفسار عن سبب القيام بفعل معين, او مدى أهمية القيام بشيء معين, لا التطبيق والرضخ للأوامر مباشرة.
- اغرس المفهوم الصحيح للمسؤولية في قلوبهم و عقولهم. فالمسؤولية تعني الحرية في اختيار الوقت والوسيلة المناسبة للقيام بما هو موكل علينا.
- تعويدهم على اقتناء مستلزمات المنزل من البقالة لوحدهم, ومراقبتهم من بعيد دون علمهم الى ان يجيدوا عملية الشراء دون وقوعهم في أخطاء.
- شاركوهم في بعض مسائل ضبط الميزانية المالية, مثل تقسيم ميزانية العطلة الصيفية.
- استمعوا الى آرائهم واحترموا طريقة تفكيرهم وحذاري من الاستهزاء بهم مهما كانت سذاجتهم.
- شجعوهم عند كل صواب يفعلونه, سواء كان التشجيع بكلمات المدح او بتقديم الهدايا لهم.
- علموهم حسن التسيير المالي. دعوهم يلمسون المال, ولا تخوفونهم بفكرة انه سيسقط منهم ويفقدونه.
5- ضع قوانين واحرص على تنفيذها
هل يبدو لك ان هذا المقال يخلو من الصرامة؟ بالرغم من ان الصرامة احد اهم أسس التربية الصحيحة. لكن, حذاري فالصرامة لوحدها غير كافية, فهي لا تلبي غاية التربية. اليس حسن تصرف أطفالنا في غيالنا هو هدف كل مربي؟ اذا اعتمدنا فقط على الصرامة في تعاملنا مع أطفالنا, فسوف تكون تصرفاتهم امامنا نابعة من الخوف منا فقط. و سيفتقرون لمعرفة الصح من الخطأ أي انهم لن يحسنوا اختيار القرارات الصائبة حتى وان كبروا.
لنهكل الجانب الإيجابي من الصرامة في تربية أطفالنا في شكل قوانين عادلة ومرنة, ولنمارس الصرامة في تنفيذ تلك القوانين شرط ان يلمس العقاب كل من بخالف نظام المنزل.
يحبب وضع دستور للمنزل, يشمل جميع حقوق وواجبات كل فرد من افراد العائلة. فمثلا واجبات الأب معروفة, أولها او محورها هو التكفل بالجانب المادي للأسرة. اما بالنسبة للأم فأكيد اغلب واجباتها تتمحور على العناية بمستلزمات المنزل و متطلباته. فهل للأطفال واجبات؟ نعم واكيد, حيث تبدا مسؤوليات الطفل بعمر السنتين. يجب على أطفالنا ان يعتادوا على القيام بالعناية الشخصية لوحدهم ومنذ سن مبكر. يجب عليهم تنظيف غرفهم و أماكن لعبهم. واطلق العنان لمخيلتك, فلكل منزل بيئته الخاصة, أي لكل منزل قوانينه الخاصة. و بالنسبة للحقوق حالها حال الواجبات, تختلف من اسرة الى أخرى. اما بالنسبة للصرامة في تنفيذ القوانين, يمكن تلخيصها في فرض عقوبات على كل من يخالف القوانين, شرط ان تتكافا العقوبة مع مقدار الخطأ.
عودوا ابناءكم على ان حريتهم تنتهي عندما تبدا حرية الغير. وبهذا نكون قد ختمنا مقال طرق التربية الصحيحة املين ان نساهم ولو بجزء بسيط في تسهيل مهام تربية الأطفال على كل مربي.
تعليقات
إرسال تعليق