سامحني
مقال سامحني لا يتضمن احداث مسلسل سامحني. بل يحتوي على خطاب واقعي بين شخص يطلب السماح من نفسه قبل ان يطلبها من الغير. اول مبدئ يجب ان يعتمد عليه الانسان المتوازن هو مبدئ التسامح و العفو و الصفح عن الخطيئة. سواء كان الخطء مفتعل من الغير او حتى من قبل انفسنا.
لنتعرف على مفهوم التسامح و مدى تأثيره الإيجابي على كل من طبق قانون التسامح. و لنتعرف في المقابل على السلبيات التي يتعرض اليها الشخص عندما يختار عدم المسامحة و اتباع طريق الحقد و البغضاء. فلنبدأ بمسامحة الذات قبل كل شيء.
سامحيني يا نفسي
هل سبق لك ان طلبت السماح من نفسك؟ هل قطعت وعد لنفسك انك لن تكرر الخطأ بحقها؟ وهل من نفس اغلى على نفسك كي تطلب المغفرة منها او تسامحا و تنسى مسامحة نفسك؟
لا توجد أجوبة صحيحة او خاطئة لجميع تلك الأسئلة. بل لكل امرئ فلسفته الشخصية, فالصواب عند هذا, غير الصواب عند ذاك. خاصة في الأمور المرتبطة بالمشاعر و العلاقة الشخصية بالنفس. فهناك من يرضي نفسه على الدوام حتى و ان ظلم غيره, و هو راض على نفسه بفعلته تلك. وهناك من يشعر بالرضى عندما يرضي الجميع حتى و ان كانت على حساب نفسه. لكن افضلهم هو العدل دائما, لا ارضي نفسي على حساب الغير ولا ارضي جميع الناس على حساب نفسي.
سامحني يا نفسي على جميع اخطائي و تقصيري معك.
سامحيني يا نفسي على تفضيل الحبيب الذي جرحك و اهتمامي به على حسابك.
سامحيني يا نفسي على عدم تحقيق طموحاتك و و عيش شغفك لتحقيق أحلام الغير.
سامحيني يا نفسي على عدم تقديري لك, و عدم الوصول الى القمة بحجة انك لست كفؤ لها.
سامحيني يا نفسي على تقديم كل وقتي لأطفالي الذين جرحوا مشاعرك في العديد من الأوقات واهمالي لكي.
سامحيني يا نفسي على نقص ثقتي بك, بالرغم من ان ثقتي بالبعض عمياء و تفوق التوقعات.
سامحيني يا نفسي على عفوي لمن خانك دون ان اراعي شعورك و كيانك المحطم انا ذاك.
يجب ان اتعود على طلب المغفرة و السماح من نفسي قبل ان اطلبها من غيري. لكن دون المبالغة في ارضائي على حساب غيري. القانون الدائم و المنصف و الذي يرضي جميع الأطراف على المدى البعيد قبل القريب, هو قانون العدالة. سوف أكون عادلة مع نفسي كما أكون عادلة مع الغير.
إيجابيات التسامح
التسامح هو القدرة على العفو عن الناس و عدم رد الإساءة. التسامح هو مبدا انساني, يدفع الانسان على نسيان الأذى الذي تعرض اليه في الماضي, و كانه لم يحدث.
للتسامح إيجابيات تعود على الفاعل قبل المفعول به. فالأسهل و الانجح ان تسامح. لأنك عندما تعفو عن الغير سوف تكون انت الرابح الأكبر, فعلى كل حال ما و قع قد فات ولن تستطيع إعادة الماضي. اليك فيما يلي مجموعة من الإيجابيات التي سوف تعود عليك و على المجتمع بالخير لمجرد انك سامحت من اذاك.
- السلام الروحي و الطاقة الروحانية التي سيتلقاها المسامح بعد الصفح عن من اذوه. فبالرغم من تعدد الديانات والمذاهب, الا ان جميعها تحث على العفو و المغفرة.
- عيش التفاؤل و مدى تأثيراته الإيجابية على صاحبه.
- التركيز على المستقبل و كيفية الاستمتاع بما سوف يعيشه الشخص, بعكس البكاء على الاطلال و استرجاع اوجاع الماضي.
- الراحة النفسية التي تطغو على حياة المسامح لخلوها من البغضاء و الحقد.
- التركيز على مشاريع المستقبل بمختلف مجالات الحياة.
- الحفاظ على ما نملك و السعي لامتلاك المزيد, بعكس التحسر على ما فقدناه بسبب اذية بعض الأشخاص لنا.
- التركيز على الذات و تصحيح اخطائنا من اجل تطوير الذات, على عكس التركيز على الانتقام.
- تحقيق التكتل الاسري, والذي تفككه النزاعات و يدفنه عدم الصفح و المغفرة.
- العيش بسلام في مجتمع متوازن.
سلبيات عدم مسامحة الغير
ينجم على عدم مسامحة من اذانا مجموعة من السلبيات التي تؤذي من اتبع طريق الحقد على اختيار الصفح و العفو. كف عن لوم الغير او لوم اذية الأشخاص لك و انت اول من يؤذي نفسه بمجرد عدم مسامحة الغير. فلتقرا مدى الاثار السلبية و الأذى الذي تلحقه بنفسك باتباعك طريق عدم مسامحة من اذاك.
- تفشي سم الحقد و البغضاء و الانتقام و سيطرته على جميع قراراتك.
- العيش في الماضي و اهمال الاستمتاع بالحاضر.
- عدم تحقيق إنجازات و تطورات في جميع ميادين حياتك, كونك لا تزال تعيش في الماضي.
- الضغط النفسي و ما ينتج عنه من امراض نفسية و عضوية مثل مرض الداء السكري و ضغط الدم.
- التشاؤم و انعدام الثقة بالأخرين لدرجة ان تصبح وحيدا تعيش الوحدة وسط هذا الكم الهائل من الأشخاص المحيطين بك.
- الشعور بالندم عندما يثبت لك الزمان بان اذية ذلك الشخص لم تكن مقصودة او متعمدة. فحاول اختراق الاعذار لتصرفات غيرك كي لا توجه لهم اتهامات باطلة.
اختم مقالي هذا بنصيحة اقدمها لنفسي قبل ان اصرح بها لك أيها القارئ. ابدا بمسامحة نفسك ثم الوالدين و الأقارب وبعدها سامح كل من حولك. عش حياتك بطاقة الصفح عن من اذاك. واستمتع بحياة يطغو عليها السلام.
تعليقات
إرسال تعليق